Tuesday, December 11, 2018

ما مستقبل مجلس التعاون الخليجي بعد قمة الرياض؟

رغم ما قاله العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في افتتاح قمة مجلس التعاون الخليجي التاسعة والثلاثين، التي انعقدت في الرياض الأحد 9 كانون الأول/ ديسمبر، عن ضرورة المحافظة على كيان مجلس التعاون الخليجي وتعزيز دوره، ورغم حديث أمير الكويت المفصل عن أن انعقاد هذه القمة، يمثل حرصا من الجميع على دور المجلس، وتناوله للأزمة الحالية التي يتعرض لها، وضرورة حلها داخل البيت الخليجي إلا أن الواقع يبدو مخالفا لما تحدث به الزعماء في قمتهم.
وتبدو الأزمة الحالية التي يمر بها مجلس التعاون الخليجي، مختلفة كثيرا عن الأزمات التي مر بها على مدار السنوات الماضية، إذ أنها انبثقت من داخله وتثير مخاوف وجودية عليه ككيان سياسي، فمنذ قطعت ثلاث دول خليجية، هي السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، علاقاتها مع قطر وفرضت حصارا عليها منذ يونيو/ حزيران 2017، تراوح الأزمة مكانها وتبدو يوما بعد يوم في وضع أسوأ.
وربما جاء غياب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن قمة الأحد، رغم توجيه دعوة له بالحضور، ليبدد توقعات، بأن تكون القمة قمة تصالحية، وليعزز وجهات النظر المتشائمة في عدة صحف خليجية، والتي تنبأت بأن هذه القمة هي قمة "إعلان الوفاة" لمجلس التعاون الخليجي.
ويبدو المجلس حاليا منقسما بصورة واضحة، إذ تبدو قطر في جانب واحد، في مواجهة حلف يشمل السعودية والإمارات والبحرين، بينما تبدو كل من الكويت وسلطنة عمان في حالة أقرب إلى الحياد، وهو ما يعني في نهاية المطاف أن المجلس لم يعد من وجهة نظر العديد من المراقبين كتلة واحدة.
ومع تداول الأحاديث عن أن المجلس بات في وضع متردي، تنطلق الاتهامات بتحميل المسؤولية عما وصل إليه، لأطراف مختلفة فالبعض يحمل ذلك لقطر بسياساتها، والبعض يحمله للسعودية وحلفائها وسعيهم للهيمنة.
يشير الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان "هل حان إنهاء مجلس التعاون " شكوكا حول جدوى استمرار مجلس التعاون الخليجي في ظل أنه "فشل فشلاً ذريعاً في ردع الاعتداءات داخل المنظومة، وعجز عن وقف السلوك العدواني من دولة واحدة لأكثر من ربع قرن".
ويقول عبدالرحمن الراشد في ختام مقاله: "مجلس التعاون اليوم انشق إلى مجلسين وإن استمر الوضع المتأزم كما هو اليوم، فسينتهي مجلس التعاون لدول الخليج إلى غير رجعة، إلا من اتفاقات ثنائية ".
من جانبه يشير الكاتب القطري صادق العماري، في مقال له بجريدة الشرق القطرية، إلى أن "ما يجمع الشعوب الخليجية سعت دول الحصار لبعثرته وتبديده، بخلقها أزمة إنسانية اجتماعية، داخل منظومة مجلس التعاون"، ليخلص في النهاية للقول بأن "القمة الخليجية لن تقدم ولن تؤخر، فالمنظومة الخليجية باتت معطلة وإنجازاتها يبددها المنوط به إدارة دفة الأمانة العامة".
وبعيدا عن الخلاف السياسي بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، يطرح كثيرون تساؤلات عما حققه المجلس للمواطنين الخليجيين، وبجانب انهيار آمال كثيرة من قبيل تحقيق الوحدة الاقتصادية، وإقرار عملة موحدة لدول المجلس، تبدو الأزمة الأخيرة للمجلس وقد تركت آثارها على حياة المواطنين في دول الخليج، في ظل ما يشير إليه البعض من تقطيع لأواصر العائلات، وتضييق لحرية السفر، وكانت بعض وسائل الإعلام قد أشارت مؤخرا، إلى أنه ومع استمرار الأزمة الحالية بين قطر وجيرانها الخليجيين، فإن هناك علامات استفهام حول إمكانية حضور مشجعي كرة القدم من دول الحصار، بطولة كأس العالم التي ستشهدها الدوحة عام 2022.

No comments:

Post a Comment